كتب:خالد الجارحي
خلال حواره مع احد الجرائد اكد سعد الدين أبراهيم انه لابد من المصالحة مع جماعة الاخوان المسلمين
أكد الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، دعوته لمجلس النواب لتبنّى مبادرته للمصالحة بين الدولة وتنظيم الإخوان. وقال «إبراهيم» فى حواره إنه على الدولة ومؤسساتها، خاصة مجلس النواب، تبنّى مبادرته التى تشمل الإفراج عن كافة قيادات الإخوان، وعلى رأسهم «المرشد» والرئيس المعزول محمد مرسى، وأن تتيح لهم العودة للعمل العام مقابل التوبة والاعتذار للشعب ووقف عمليات العنف..
والى نص الحوار
مدير «ابن خلد أطالب مجلس النواب بتبنِّى المبادرة
■ ترددت أنباء خلال الفترة الماضية حول إطلاقك مبادرة صلح بين الدولة والإخوان؟
– صحيح.. والمبادرة شخصية منى، ولم يدعُنى أحد لإطلاقها، لا الإخوان ولا الدولة، فأنا داعية للسلام أريد أن أحقن الدماء، فما نراه يومياً، عبر البيانات الرسمية والفيديوهات، من مقتل ثلاثة أو أربعة أشخاص يومياً، فى عمليات قتل واغتيال، أمر مؤسف للغاية، ويدعونا جميعاً لضرورة المساهمة فى وقف ذلك، ومبادرتى لوقف هذا النزيف، وأدعو مجلس النواب لتبنّى تلك المبادرة لحل الأزمة.
■ ولماذا مجلس النواب تحديداً؟
– السياسيون فى مصر مترددون فى إطلاق مبادرات المصالحة، لذلك قررت شخصياً أن أدعو مجلس النواب لتبنّى مبادرة للمصالحة بين الدولة والإخوان، وأدعو أعضاء المجلس لمناقشة تلك المبادرة داخل المجلس، وتبنى المصلحة الوطنية، لا سيما أن إطلاقى لتلك المبادرة ليس لسبب معين سوى المصلحة العامة للدولة.
أدعو لاستفتاء الشعب على المصالحة مع «الإخوان» حقناً للدماء.. ومبادرتى «شخصية»
■ وما بنود تلك المبادرة؟
– دعوت الإخوان خلال لقاءاتى بهم فى تركيا، الأسبوع الماضى، لأن يعلنوا التوبة والاستتابة، ويتقدموا باعتذار للشعب المصرى عما بدر منهم خلال السنوات الماضية، وأن يكفوا عن استخدام العنف وينتهجوا السلمية فى أعمالهم، فى مقابل أن تعفو السلطات المصرية عن جميع المسجونين الإخوان، بمن فيهم المرشد محمد بديع، وخيرت الشاطر، نائب رئيس المرشد، والدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية الأسبق، والدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة «المنحل»، وأن تسمح لهم السلطات كذلك بالعودة للعمل العام الشرعى مرة أخرى من خلال القنوات الشرعية، ويشمل العمل العام هنا العمل الدعوى والسياسى وجميع الأوجه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
■ وماذا دار أيضاً فى الاجتماعات الأخرى بالإخوان؟
– لقاءاتى بعدد من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان فى تركيا، كان على هامش زيارتى لإلقاء محاضرة بإحدى الجامعات هناك، واستضافنى أيمن نور فى منزله على العشاء مرتين، التقيت فى إحداهما مع محمود حسين وقيادات الصفين الثانى والثالث بالإخوان، فضلاً عن منصف المرزوقى، رئيس تونس السابق، وانقسمت الجماعة إلى مجموعتين، الأولى مع عواجيز الجماعة، وعلى رأسهم الأمين العام للجماعة محمود حسين، ونواب سابقون بمجلس النواب تابعون للجماعة، وهؤلاء كانوا أكثر قابلية للمصالحة مع النظام الحالى، فى إطار تفاهمات منها الإفراج عن السجناء والسماح لهم بممارسة العمل العام الشرعى كله، كذلك التقيت بشباب الجماعة وهناك جزء منهم مع العواجيز، أما صقور الشباب فيريدون الانتقام من «المجلس العسكرى»، ويريدون إرجاع الدكتور محمد مرسى إلى رأس الحكم، وهذا الحد الأقصى لمطالبهم، فهم أكثر تشدداً فيما يتعلق بالمصالحة مع النظام الحالى، ورأسه الممثل فى الرئيس عبدالفتاح السيسى.
التقيت «محمود حسين» وقيادات الصفين الثانى والثالث فى عشاء بمنزل «أيمن نور» فى تركيا
■ كيف يتم إطلاق سراح قيادات الجماعة الإرهابية وهم مسجونون فى قضايا قتل وتخابر ضد مصر؟
– فيما يتعلق بالأحكام، فلدى الرئيس سلطة فى أن يقوم بتعديل تلك الأحكام، وكذلك لدى مجلس النواب سلطة أخرى فى ذلك.
■ ألا يعد ذلك تغولاً من جانب السلطة التنفيذية على عمل السلطة القضائية؟
– لا.. فرئيس الجمهورية ومجلس النواب لهم سلطة فى تعديل الأحكام الخاصة بالقضايا أو إلغائها، والمبادرة تشمل الإفراج، ولو الرئيس لن يفرج عنهم، فأدعو مجلس النواب لأن يعدل أو يلغى تلك الأحكام، ولو كان هناك تردد من جانب الرئيس أو النواب فى إطلاق سراح قيادات الجماعة ويرفضون استغلال سلطاتهم فى ذلك، فليطرحوا المبادرة على استفتاء عام ويقولوا ذلك للشعب.
■ كيف نتصالح مع الإخوان ولدينا العديد من أسر الشهداء الرافضين لذلك؟
– ما أقصده الصالح العالم للدولة، واسألوا أهالى أسر الشهداء، فإن رفضوا المبادرة فهذا حقهم، فأنا لم أقدم شيئاً جديداً، فهذا النموذج الذى أقدمه، قام به نيلسون مانديلا من قبل عندما أحضر أسر الشهداء وسألهم وخيرهم بين الاستمرار فى محاسبة المسئولين عن قتل ذويهم أو تعويضهم مادياً ومعنوياً، وأنا أعرض المصالحة على الرأى العام وأدعو الجميع لتبنيها، وأدعو أسر الشهداء لوضع التحفظات التى لديهم.
■ البعض اتهمك بالعمالة والمشاركة فى مؤامرات ضد الدولة؟
– أنا أعرض مبادرة جدية، ومن حق البعض أن يهاجمها، لكنى أرى أن هناك من يتمنى استمرار الصدام مع الإخوان أو نفى الجماعة من المشهد تماماً حتى لو حدثت حرب أهلية فى مصر. وسوف أطرح المبادرة على المهتمين بالشأن الوطنى، وأنا اتشتمت من «كل طوب الأرض» بسببها، ولن أتوقف، فأنا داعية سلام وأريد لمجتمعى أن يمر من هذه المرحلة بأقل قدر من إسالة الدماء، أما فيما يتعلق باتهامى بالضلوع بمؤامرات ضد الدولة، فأنا أرفض ذلك، وأرفض حديث البعض حول وجود مؤامرة جديدة فى المنطقة مرة أخرى.
■ وماذا عن «الغرب» ورؤيته لمبادرتك؟
– لم أجلس مع أحد، ولم يكن هناك أى اتصالات مع الغرب بخصوص تلك المبادرة، ولو تريدون رؤية الغرب فيها اسألوهم، لكن الجانبين الخاصين بالمبادرة هما «الإخوان» و«الدولة»، فالإخوان العواجيز يؤيدون المصالحة فى مقابل الإفراج عن كل القيادات والعودة للعمل العام، والشباب يرفضها ويرغب فى الثأر، أما الدولة فأدعوها من خلال مجلس النواب لتبنّى تلك المبادرة، وأن يلغوا تلك الأحكام القضائية من خلال سلطة مجلس النواب أو رئيس الجمهورية أو طرح المبادرة برمتها على الاستفتاء العام.